tg-me.com/AORKAL/667
Last Update:
ما نشهده الآن من المقاطع الساخرة عن بعض الشعر وتداول الآراء بين المتلقين في وسائل التواصل هو أمر إيجابي وينبغي أن يشيع وينتشر.
ينبغي أن يخرج الشعر من ضيق الخاصة حيث المجاملات والتقريظ والألقاب المبالغ فيها، إلى سعة العامة التي لا سلطة لأحد عليها ولا على ذائقتها.
على الشاعر أيضا أن يعلم أن حشو كلامه بالقاموس السائد بين أقرانه لن ينجيه من ذائقة المتلقين.
فحين يملأ شعره بكلمات من قبيل: "دمي.. السراب.. المداءات.. اللاشعور.. اللازورد.. الغيم.. المرآة" دون أي مبرر، ذلك لن يجعل كلامَه مقدّسا في نظر المتلقي.
كذلك حين يجعل من نفسه مركز الكون معبرا بكلمات من قبيل: "أسير وحيدا.. وحدي هنا خلف الظل.. أنا في عزلة تقتلني... مرآتي تسمعني... التاريخ خلفي.. قفصي ساكت... جرحي يضحك... ضفدعتي نائمة.. حقائبي سُرقت".. هذا لا يزيد في قيمة شعره شيئا، وفي أحيان كثيرة لا يدل على الشاعرية إنما يدل على الأنانية الفارغة، فهو يريد أن يتحدث عن نفسه لكنه لا يجد ما يقول.
وهذا من عيوب الشعر الحداثي غالبا، فالشعر في العادة متعدد الأغراض، بين الغزل والمدح والهجاء والحكمة وحب الوطن والحماسة والنصيحة وغير ذلك. بينما تجد الشاعر الحداثي يتحدث عن غرض واحد في الغالب وهو نفسه، فلا يستطيع أن ينسى نفسه لثانية واحدة، وليته إذا تكلم عن نفسه أجاد كما فعل المتنبي.
النقطة الأخيرة التي ينبغي أن نشير إليها وينبغي أن نستحضرها دائما، هي أن الشعر ليس فريضة ولا واجبا ولا يرغمك أحد على قوله، فإذا لم تجد ما تقول فاتركه حتى يتيسر لك قوله أو يعجزك فذلك ليس عيبا ولا نقصا، وفي النثر غِنى لك عن الشعر وكفاية.
*منقول من صفحة الأمالي*
BY أوراق المســـاكين 🍂 للأدب...
Warning: Undefined variable $i in /var/www/tg-me/post.php on line 283
Share with your friend now:
tg-me.com/AORKAL/667